إن ما أصاب الكفرون هو ما أصاب الجميع خلال فترات الظلم الأسود تحت الاستعمـار التركي والفرنسي وكان الدافع الأسـاسي للهجرة هو الهرب من الظلم اولاً والبحث عن لقمـة العيش ومساعدة من تبقى من الأهل بالقرية ثانياً وكانت بدايات المهاجرة قبيل ومع بداية الحرب العالمية الأولى 1914-1918م في سنين المجاعة وما سمي ب(السفربرلك) السيء الذكر والسبب وكان الاتجاه الى العالم الجديد وبخاصة الى دول أمريكا اللاتينية وبالدرجة الأولى الى كوبا والبرازيل والارجنتين ثم ازدادت الأعداد والاتجاهات ولاتزال وإن اختلفت الأسباب جذرياً وانفتحت آفاق جديدة إلى الـدول العربية بـعد اكتشـاف الثروة النفطية وتحتـل الولايـات المتحدة المـوقـع الأول من حيث المهاجرين ويليها دول الخليج ثم أوروبا. وتبتلع الهجرة الكفارنة تدريجياً رغماً عن ارتباط آبائهم بالوطن والحنين إليه ومحاولات الربط بين الوطن والمهجر من خلال إقامة قواعد اقتصادية ثابتة في الكفرون أراضٍ وبيوتاً وإصراراً على تعلم وتعليم اللغة لأبنائهم ومعرفة التقليد والتراث الثقافي.
بقلم العميد الركن توفيق فائق نصار